بسيكولوجية الرياضة
هي نوع من أنواع الدراسة النفسية القابعة أسفل تعريف " علم النفس " . ويتم فيها دراسة السلوك الرياضي للاعب وأفكاره الرياضية وتوقعاته . والهدف الرئيسي المرجو من هذه الدراسة , هو الوصول باللاعب الفرد الى ارقى مستوى أداء بالتقليل من العوامل والآثار النفسية المؤثرة سلباً على النجم الرياضي .
واهمية علم النفس في رياضة كرة القدم يتزايد شأناً ومقداراً مع الوقت , فباتت الأندية المرموقة تسعى وراء التعاقد مع مُتخصصين وفنيين رياضيين , يؤدون مهنة الغوص بعقلية اللاعب ودراسة أفكاره وتطلعاته . وتسمى كذلك بالتدريب العقلي أي تحضير اللاعب فكرياً وعقلياً قبل المباراة بإعتبارها لعبة أو هي مسألة أكبر من أنْ تكون لعبة فحسب . والهدف من ذلك كصورة نهائية هو الوصول الى ذروة أداء اللاعب أثناء المباراة الواحدة .
التدريب العقلي أو علم النفـس الرياضي لا يقع بديلاً عن المهارة الشخصية البتة , بل أنه أمراً يؤكد على مهارة اللاعب الفردية . وهي جزء لا يتجزأ من المهارة , فإن إفتقد اللاعب للمهارة الذاتية والفردية لا حاجة مُلِحّة لأنْ نخوض غمار علم النفس الرياضية لهذا اللاعب , والسبب أنّ التدريب العقلي مُكَمّل للمهارة , فصاحب المهارة يحتاج لِمن يُنيره للطريقة الأمثل في إستغلال المهارة , أما الفاقد للمهارة , فيحتاج أنْ يتحصل عليها أولاً ثم تأتي بعد ذلك الدراسة النفسية لعقليته .
والخطوة الأولى هي ان تقرر ما تريد تحقيقه . هل لديك حلم تريد ان تجعله حقيقة واقعة؟ ومن المهم جداً أنْ يستكشف العالم النفسي الرياضي الأمور المحفزة والرافعة من هامة اللاعب الرياضي , ثم تسجيل كافة البيانات كإستبيان رياضي . ينبغي تحديد أهداف لآجال طويلة ، وعلى المدى القصير ، ويوميا . مثال بسيط , هدف الحصول على مكانة اساسية في الفريق أو المنتخب . وهذا الهدف الذي يضعه العالم الرياضي للاعب يجعل من طموحاته تزيد , وحساباته تُعاد من جديد , فالآن هو أمام هدف جديد ينشد تحقيقه , هذا الهدف يحتم عليه التدريب لأوقات أطول , ثم الشدة في الأداء والتحضير الجيد حتى يصل الى جاهزية دخوله كأساسي . ومن المهم جداً وضع أهداف واقعية , لا تتخطـَ الحد المسموح به . كأنْ تُوضع الأهداف في حدود المعقول .
بعد تحديد الأهداف ومعرفة الأمور المُحَفِزَة للاعب هناك العديد من اساليب المساعدة على تحقيق هذه الأهداف :
الاسترخاء والتنفس .
التصور .
التركيز .
بناء الثقة الشخصية عن طريق الاحاديث الذاتية الايجابية وبناء فريق العمل .
التنفس الأمثل يحسن تدفق الدم في جسم اللاعب , ويحسن تداوله ودورانه في أوردة وشرايين الجسم ويقلل من خطر الاصابة . والطريقة الأمثل للتنفس , هي استخدام الأنف بإدخال الهواء ببطء من وسط الجسم , أو بالأحرى البطن . ثم ملئ الرئتين بالهواء عن طريق صعوده . وهناك تدريب بسيط جداً لتحسين أداء التنفس , بداية بالشهيق لأربع ثواني , ثم حبس النفس لثانيتين , ثم الزفير لأربع ثواني . كما أنّ هناك تدريبات أخرى قد عرضتها سابقاً ولا مانع من ذكرها هنا .
في الواقع , طريقة التنفس الصحيح هو للعامة , لا يقتصر على اللاعب الرياضي فحسب .. وهناك تدريبات معينة تفي بالغرض وتعلّم الجميع على تطوير قدراتهم في التنفس . ومفتاح التنفس الصحيح هو إستعمال البطن abdomen بدلاً من الصدر .. كما تذكر بعض المواقع الإجنبية المتخصصة . والسبب , أنّ ذلك سيُزيل الضغط عن القلب وسَيَتْركُ الكميةَ القصوى من الأكسجين داخل الجسم نفسه . ونتيجة ذلك سيجعل الجسم في راحة أكثر وإسترخاء يحسن اللاعب من خلال أداء وظائفه الرياضية , والإنسان العادي بأداء مهامه الحياتية .
نعم ، اعرف أنّ الاسلوب الصحيح في التنفس قد يبدو انه محرج للغاية , لكن هنالك ثلاثة ُ تدريبات من شأنها ان تساعدك على معرفة الاسلوب الصحيح في التنفس ببطء وبسلام . خذ الامور بسهولة ، حسناً ؟
ثلاثةُ تدريبات للتنفس السليم , لكَ الإختيار والإنتقاء أيهما الأسهل !
الأول
إختر بقعة مُريحة على الأرض وإستلقِ ِ على ظهرك , ثم ضع كتاباً على معدتك , ثم الآن استرخي جيداً ولا تفكر في شيء وخذ نفساً عميقاً يصل الى بطنك حتى يترفع الكتاب , عندما تقوم بعملية الزفير الآن , الكتاب سيسقط ُ الى الأسفل . هذا تمرين بسيط وسهل جداً يحسن للاعب أو الإنسان العادي قدرته على التنفس السليم . يقوم الشخص بعمل هذا التمرين في الصباح بعد الإستفاقة من النوم , وقم بعمل هذا التمرين لعدة مرات ولا تُكثر , خذ الأمر ببساطة ولا تبالغ ولا تسرع أثناء العمل . والهدف من هذا التمرين أنْ تجعل تنفسك طبيعي جداً وتذكر دائماً أنّ التنفس والقيام به ً أمر لا ندركه أو لا نستعيه لذا عليك أنْ تحسن العمل والتحكم .
الثاني
أجلس على مقعد جلسة ً صحية ً , ثم ضع يدك اليمنى على بطنك Abdomen والأخرى على صدرِكَ Chest . خذ نفساً عميقاً وسترتفع اليد اليمنى " تلك التي على البطن " ثم تسقط بينما معدتَكِ يَجِبُ أَنْ تَبْقى نسبياً دون حركة . قم بهذا التمرين لدقيقتين كلما سنح المجال . عندما تَشْهقُ إشهق لأربعة , وأحبس انفاسك مرّتان , ثم إزفر لأربعة . وافصل بين التمرين والآخر وقتاً معيناً .
الثالث
حسناً , هذا هو التمرينُ الأخير ويُدْعَى تنفّس الأنفِ البديلِ , بالرغم من أنّه قَدْ يَبْدو مُبهرج إلا أنّ هدف هذا التمرين اساسي جداً لا يمكن التغاضي عنه , للتَخفيف من الإجهاد , والحد من التعب . ما ستقوم به في هذا التمرين هو أنّك ستتنفس " عملية الشهيق والزفير " من منخر واحد فقط من أنفك وتقوم بالتكرار مع المنخر الآخر . والعمل : تنفس بإستعمال المنخر الأيسر لأنفك , وإغلق المنخر الأيمن بإستعمال أحد أصابعك , قم بعملية الشهيق والزفير ستّ ُ مرّات . ثم أحبس أنفاسك لثلاث عدّات , أي ثلاثُ ثواني . ثم تنفس بواسطة المنخر الأيمن , وإغلق المنخر الأيسر بإستعمال أحد أصابعك , قم بعملية الشهيق والزفير ستّ ُ مرّات . وأحبس أنفاسك بعدها لثلاث مرات . قم بهذا التمرين أكثر من مرة ولأوقات متفاوتة . وستحصل بالتأكيد على نتيجة إيجابية من اللياقة البدنية بعيداً عن الإجهاد لكن مع المداومة لشهور على هذا التمرين .
كلمة نهائية
بعض التمارين المذكورة أعلاه , ترغب بحبس أنفاسك لفترات اطول , عندما تحبس أنفاسك لمدة أطول تشعر بالتحسن بعد ذلك .لكن الشيء الأكثر أهميةً والذي نُريدُك أَنْ تَخْرجَ به من هذه الصفحةِ هو أنّ تتَنَفُّس بإستعمال بطنِكَ بدلاً مِنْ صدرِكِ , حاولْ أَنْ تُؤدّي هذه التمارينِ على مدار اليوم , والوقت الأفضل هو قبل النوم وبعده . إنْ قمتَ بذلك بشكل جيد وسليم , ستشعر بالراحة والإسترخاء حتى وإنْ قمتَ بأعمال مُتعبة ومُجهدة .
الاسترخاء التدريجي ينطوي على توتير كل العضلات والاسترخاء من الرقبة وحتى الكاحلين . توتير أو تشغيل العضلات أثناء الشهيق , ثم حبس للأنفس , ثم الإسترخاء والراحة في الزفير . والهدف من ذلك هو منح راحة تدريجية للعضلات , أي يتم تنشيطها ثم إراحتها حتى تعتاد على هذا النسق . تنشيط أثناء المباراة ثم راحة تدريجية بعد المباراة . ثم بعد ذلك إسترخاء للجسم كله دون حركة أو تنشيط له . وهناك طرق اخرى للاسترخاء ، مثل التأمل ، وايضا وسائل ضبط دقات القلب .
التصور أو التخيل هي عبارة عن إجراءات تقوم بأداءها داخل عقلك قبل أنْ تُنفذها على أرض الواقع . فعلى سبيل المثال قبل محاولة اتخاذ أو الحصول على ضربة جزاء , تخيل نفسك قد انفردت بالحارس وأنت الآن بصدد التصويب الدقيق نحو الزاوية الخالية من المرمى . هذه الطريقة تُستخدم كذلك في تعلم المهارات الجديدة . والهدف منها هو توقع الأحداث قبل مجيئها , وكأنك تستخدم حلمك وعقلك في معرفة أو توقع المستقبل .
التركيز هو مصطلح واسع ومتقلب يحوي جزئيات متعددة كالسماء الواسعة التي تحوي نجوم وجزئيات أخرى . لكن بإختصار شديد جداً , وداخل نطاق كرة القدم , يقتصر التركيز على تعريف بسيط جداً ألا وهو " الإبتعاد عن الأفكار التشويشية , والتركيز التام في اللعبة وأحداث المباراة " . ويتم عادة ً محاولات تشويش من قبل الجماهير المعاكسة للفريق الآخر , لكن خبرة اللاعبين وقدراتهم التركيزية تمنحهم نوعاً من القدرة على إخماد المحاولات التشويشية .
الثقة وإمتلاكها , هي من بين القدرات الهامة جداً في عالم كرة القدم . ومن المُستطاع بناءها وغرزها في نفسية اللاعب عن طريق الأحاديث المُحفزة . وكذلك التفاؤل هام جداً في بناء الثقة . والهدف من الثقة وإكتسابها أولاً وأخيراً , هو إزالة الشك والتردد من عقلية اللاعب الرياضي وجعله قادراً على اتخاذ القرار وصنعه .
كيفية التوصل الى ذروة الاداء
التعريف : ذروة الأداء هو أنْ تصل الى أعلى مستوى رياضي مُستطاع , أي أنْ تستغل كافة قدراتك التكنيكية ومهاراتك داخل المباراة . فتجعل من الصعب سهل ومن المستحيل واقع . ويتم ذلك عن طريق عدّة سوابق منها :
الإسترخاء والراحة في أداء المباراة , مع الشعور بالطاقة والقدرة على تنفيذ المهارات .
الثقة . ثمة شعور وتوقع بالنجاح ، لا أن ترغب بالنجاح ، ولكن تتوقعه. ليس هناك اي خوف ، الثقة في الغرائز الحدس سليم .
التركيز الكامل . هنالك شعور بأننا في الوقت الحاضر ، استيعاب الأمور تماما ونحن في الوقت الحاضر ، مع عدم الشعور بالوقت .
الشعور بأنّ كُلّ شيءٍ سهل. الحركات سلِسة ورشيقة,العقل والجسمِ في إنسجامِ مثاليِ. تَحسُّ اللعبةُ كما لو أنَّها تَتطلّبُ قليلاً أَو لا تتطلب جُهداً.
القدرة على السيطرة والتحكم , اذن كُلّ شيءٍ تتوقعه سيحدث .
المرح . أي الإحساس بالمتعةِ أثناء اللاعب , وكأنّ الشهية مفتوحة . ذروة الأداء لَنْ تَحْصُلُ متى نحن ضجرون .