مرض الصرع، هو مرض منتشر بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، ولا يزال يشكل في بعض الدول الفقيرة معضلة صحية، ولكن نحن هنا في المملكة العربية السعودية، ربما نعتبر من أكثر الدول التي أولت مرض الصرع أهمية كبيرة، ولعل هناك نماذج متقدمة في علاج الصرع لا تتوفر إلاّ في الدول المتقدمة
توصل العلماء إلى طريقة يمكنهم بها توقع نوبات الصرع. حيث ان نوبات الصرع كما هو معروف تصيب المرضى فجأة بدون تحذير وهو ما قد يؤدي إلى الاعاقة أو الوفاة في بعض الأحيان.
فريق من مستشفى دي لا بيتي ساليبيتري بباريس يعتقد أنه قد يكون من الممكن توقع موعد نوبة الصرع عن طريق جهاز لرسم موجات المخ ويسجل هذا الجهاز النشاط الكهربائي من أجزاء مختلفة من المخ ويتعقبها.
وحلل هذا الفريق الفرنسي ستة وعشرين تسجيلاً للنشاط الكهربائي من فترات تصل إلى ستين دقيقة قبل حدوث النوبة.
وتوصل الباحثون إلى وجود علامات معينة في الإشارات الكهربائية التي تخرج من المخ قبل حدوث النوبة وان هذه العلامات تستمر لعدة دقائق. وتمكن الباحثون من توقع النوبة قبل حدوثها بنحو تسع دقائق في خمس وعشرين حالة من ست وعشرين حالة تم تحليل تسجيل الإشارات الكهربائية للمخ فيها.
وقال الباحثون في مجلة لانست الطبية ان الجهاز المستخدم رخيص نسبياً، وانه يمكن للمرضى تسجيل نشاطات المخ الكهربائية على جهاز مبيوتر شخصي في المنزل.
وقالوا: ان القدرة على توقع نوبة الصغر يمكن ان يكون لها تأثيرات كبيرة على عدد كبير من المرضى الذين يعانون من الصرع الخارج عن السيطرة.
وأضاف الباحثون ان هذه الطريقة أثبتت فاعليتها، كما ان بامكانها تقليص العواقب الطبية لنوبة الصرع وتحسين حياة المرضى عن طريق تقليص احتمالات الإصابة، وأيضاً عن طريق الخلص من الاحساس بالعجز الناجم عن عدم القدرة على توقع موعد النوبات.
وقال الدكتور ديفيد فيش من معهد الأمراض العصبية في لندن ن هذه الدراسة تمثل تقدماً مدهشاً يمكن ان يكون له تأثير كبير على علاج الصرع.
لكنه حذر من ان هذه الطريقة لا تزال بحاجة للمزيد من الاختبارات حتى يتم التأكد من فاعليتها، كما ان المرضى بهذه الطريقة سيظلون مرتبطين بهذا الجهاز طوال حياتهم..!! لكنه قال في الوقت نفسه: ان التمكن من رصد التغييرات الانتقالية في نشاط المخ والذي يسبق الإصابة بنوبة الصرع يمكن ان يساعد في تطوير عقاقير جديدة لعلاج المرضى.
وقال فيليبلي رئيس الجمعية البريطانية للصرع ان هذا البحث تطور مهم، ومثير، ورحب به قائلاً: انه يزيد من قدرة الأطباء على فهم طبيعة المرض مما سيؤدي إلى تطوير طرق العلاج.. للحديث صلة